مراجعة لعبة Stray

لعبة Stray هي لعبة مغامرات طورتها BlueTwelve ونشرها Annapurna Interactive. تم اصدار اللعبة في ١٩ يوليو ٢٠٢٢ لأجهزة PlayStation 4, PlayStation 5, Microsoft Windows

لا يسعنى القول سوى أن لعبة Stray قدمت نفساً جديداً منعشاً بعد فترة طويلة من الجفاف من الألعاب المستقلة (Indie) الشيقة. 
من الممكن أن يكون أهم سبب في نجاح اللعبة هي فكرة اللعب من منظور القط. فلا يوجد عندنا الكثير من الألعاب التي تعرض مثل هذه الأفكار، و تحديداً اللعب و الحياة من منظور القط هي فكرة في الواقع شيقة. و لكن Stray قدمت أكثر من ذلك بكثير. 

فعلى الرغم من صغر حجم اللعبة و عدد ساعات اللعب الذي يتراوح بين 6-8 ساعات. فلقد قدمت Stray تجربة متكاملة شيقة و رائعة تحمل في طياتها الكثير و الكثير من معاني الإنسانيه الضائعة وسط بيئة كئيبة لكنها مبنية بشكل مبهر في ظل وسط اجتماعي Dystopian يوضح مساوئ الأوضاع التي وصل اليها العالم.

ربما تظهر Stray من على الغلاف كلعبة مرحة، و هي في الحقيقة كذلك، و لكنها تناقش العديد من القضايا التي نعيشها في واقعنا. و تسلط الضوء على ما ستؤول اليه الأمور في المستقبل ان استمر العالم في المضي قدماً على نفس المنهاج الحالي.

و فيما يلي نناقش أهم النقاط التي تجعل من Stray لعبة أكثر من رائعة و مناسبة للعديد و العديد من الجماهير.


القط


على الرغم من صغر حجم الستوديو المطور للعبة Stray، ستوديو (BlueTwelve) الا أنهم أبدعوا في التقاط حركات و تفاعلات القطط مع العالم الخارجي و سلوكياتها مع من حولها بشكل دقيق لدرجة مبهرة. و أي شخص لديه بعض الخبره و المعرفة بتطوير و صناعة الألعاب سيعلم ان تطوير سلوكيات الحيوانات في عالم الألعاب هو من أصعب المهمات التي قد يقوم بها الفنانيين و المطورين أثنا عملية التطوير. فيمكنك المواء بأكثر من 10 درجات و أصوات مختلفه، و كذلك يمكن إسقاط الأشياء كما تفعل القطط أو الخربشة على الجدران أو النوم لفترات طويلة. و هي بعض الأنشطة التي ساعدت بشكل كبير جداً على توصيل احساس اللعب بقط على نحو رائع. 


بناء العالم


عالم لعبة Stray هو عالم Dystopian بمعنى الكلمة، و لكل من لا يدري معنى كلمة Dystopian، هي النقيض الكامل للمدينة الفاضلة (Utopia) التي تصورها أفلاطون. فنرى فيها المساوئ التي يتعرض لها السكان و نرى الكثير و الكثير مما يمرون به. كما يحدث في واقعنا. كما أن طريقة بناء العالم و ترابط عناصره و تسلسل أحداثة ووضع العناصر به بهذه الطريقة جعل شكل العالم على الرغم من كآبته واحداً من أكثر العوالم جمالاً و ايصالاً للشعور و المعنى الذي أراده المطورون. 


القصة


لن نتحدث بشكل مفصل عن القصة حتى لا نحرق أحداثاً و الغازاً مهمة على اللاعبين، و لكن سنكتفي بقول أن لعبة Stray تحوي قصة دسمة، و تحمل في طياتها الكثير من المشاعر التي ستتجعلك تتساءل عما نرتكب نحن البشر في حق أنفسنا و في حق من حولنا. فلعبة Stray تناقش قضية مهمة جداً. و لكن في اطار شيق و غير ممل، في اطار يجعلك منهمك في اللعبة ليس فقط لإنهائها و لكن لكشف الكثير من الألغاز و التساؤلات التي تدور بداخلك. و هذه التساؤلات ستنبع مما لاشك فيه بداخلك لأن اللعبة بالفعل ستنجح في أن تأثرك في أحداثها.


الشخصيات


على الرغم من أن الشخصيات في هذه اللعبة تلتقي بهم لمدة بسيطة من الزمن فحسب، الا انك سوف تتعلق بهم و ستود معرفة المزيد عنهم، فقد اهتم المطورون ببناء قصة لكل شخصية فيهم (من الشخصيات الأساسية) التي ستجعلك تتفهم طباعهم. و هو الأمر الذي سيجعلك تتعلق بهم بشكل أكبر. 


خطية اللعبة و الإستكشاف


على الرغم من أن اللعبة تعتبر خطية، الا أن استكشاف البيئة من حولك يعد عامل أساسي و مهم جداً لفهم القصة و فك العديد من الألغاز و علامات الإستفهام التي تدور حولك.


صعوبة الألغاز


لم تكن الألغار في اللعبة صعبة، و لكن قدم المطورون مستوىً عال جداً من الاتقان و الابداع في تصميم هذه الألغاز. اما عن تصميم المراحل نفسها فهو في غاية الروعة و السلاسة. ليس بالسهل الممل، و ليس بالعسير المستحيل. فهو يحمل مستوى من الصعوبة في التكنيك و ليس في التنفيذ. فاللعبة تريدك منغمساً بالتفكير عوضاً عن اللعب الممل و الدوائر المفرغة المملة التي تعاني منها الكثير من الألعاب حالياً.
 

الخلاصـة

9.5 / 10


نقول و بكل ثقة أن لعبة Stray نجحت في إيصال تجربة رائعة متكاملة و شيقة، بداخلها الكثير من المعاني و المشاعر و التفكير، مما سيتركك فارغاً بعد انتهائك منها.

راجعها: Ahmed El-Moslemany، على جهاز PC.